كثيراً ما يوصف الطفل او الشخص البالغ بصفة الذكي او المحدود الذكاء،وتطلق هذه الاحكام بناء على علاقته بالأخرين او سلوكه الاجتماعي او علاماته الدراسية،من دون الاخذ بنظر الاعتبار ان للذكاء أنواع متعددة قد يكون الفرد متميزا في احداها بنسبه اعلى من الأخرى, وان الذكاء يكون نسبياً حيث يمكن للشخص الذي يتمتع بقدره ذكاء عالية في العلوم مثلًا ان لا تكون نسبه ذكائه نفسها في مجالات الحياة الأخرى فالذكاء مركب شديد التعقيد يعتمد على قدرات واستعدادات الفرد في مجال معين وبشتى الانواع من المهارات التي يتمتع بها بنحو منفرد,ومن ناحية أخرى يعد العلماء والباحثين الذكاء هو تكوين الشخصية وقدرتها على الاختيار والمبادرة والتميز والابتكار بنحو أكثر من الاخرين وارتفاع نسبه قدرته على التخيل وقابليه عقله على التطور واكتساب المهارات.

الذكاء صفة وراثية ام مكتسبة؟
ليس بالضرورة ان يكون الذكاء وراثيًا، تتحكم عده عوامل بقدره الفرد العقلية واستعداداته للتطور.
وللجينات الوراثية تأثير نسبي على قدره الأبناء العقلية وذكائهم عن طريق توارثها حيث ان 88% من الذكاء موروث وان 20% من الذكاء مكتسب وان للام دور أكبر في نسبه ذكاء الذكر وتوارث جيناتها الوراثية فالجينات التي تحدد ذكاء الأبناء تتمركز في كروموسومات اثنان منها عند الام في حين ان الاب يحمل واحداً فقط تتنقل للمولود الذكر او الانثى فيحمل الذكر كروموسوم (X) من والدته وكروموسوم ( y ) من والده وبذلك تصبح كروموسومات الذكر ( X,Y)بينما تحمل الانثى كروموسومين (X ,x),لذلك ترث جينات الذكاء المخلوطة من جينات والدها ووالدتها انطلاقا من هذه العملية الوراثية إذا كان الاب ذكيًا فان ابنته ستحمل جينات ذكائه اما إذا كان محدود الذكاء فذلك سيقلل من نسبه ذكاء ابنته.
يمكن تعريف الذكاء بانه مركب شديد التعقيد يرتكز على امكانيات واستعدادات غير محدودة وعمليه تقييمه متفاوتة بين شتى أنواع المهارات التي يتمتع بها كل انسان منفرداً.
وليس بالضرورة ان يكون الذكاء وراثي أحيانًا كثيره تتحكم النشأة بقدره الفرد الاستيعابية وتنميه مواهبه وقدراته فيكون الذكاء مكتسبا ويدرب العقل على تطوير نسبه استيعابه وتميزه.
حيث ان للعقل قدره على الاكتساب والتطور اذا ما توفرت له البيئة الذكية.
ان امكانيه تطوير العقل والقدرة على الاستيعاب لدى الطفل او الشخص البالغ تعتمد على المهارات والقدرات التي يكتسبها في سنواته الأولى وهي من اهم مراحله العمرية والتي يتطور فيها العقل والقدرة على التمييز والادراك ,مضافه الى عامل الوراثة التي تتحكم به بنسبه لا يمكن تجاهلها كقاعدة عمل للدماغ البشري, ويمكن تطوير القدرة على التفكير من خلال الاهتمام باتباع أساليب تدريب معينة سمعية ومرئية ومن أهمها وأكثرها تأثيراً وقدرة على التطوير هي:

القراءة
تعد القراءة من اهم سبل تطوير فعالية العقل البشري، وقدرته على التحليل والابداع , وللعب أيضاً ,دور لا يمكن الاستهانة به في التنشيط الفكري، والاستيعابي لدى الأطفال.
حيث انه يساعدهم على اكتساب مهارات التخطيط واستباق الاحداث والمبادرة بردات الفعل، وتنشيط خلايا الجسم عامه.
ولسرد الحكايات والقصص قدره عالية على تنشيط مخيلة الطفل وقدرته على الابتكار والنشوء كشخص بالغ يتمتع بإمكانيه أكبر للمبادرة والابداع وتعزيز قابلياته على الاختراع او التأليف او الخلق والابتكار يعني اهمية استثارة حواسه الخمسة (السمع – البصر – اللمس – الشم – التذوق)، وممارسة الأنشطة الحركية.
ولاننسى دور الغذاء المتكامل في امداد الجسم والعقل بالطاقة التي يحتاجها كوقود يعمل على تحسين أداء العقل وديمومته.
البروتين و الأحماض الدهنية الأساسية أوميجا 3 وأوميجا 6 و نسبة أقل من الفيتامينات والأملاح المعدنية .
وللذكاء أشكال متنوعة تختلف وتتفاوت من شخص لأخر تمكنه من التميز في احداها أكثر من غيره.

الذكاء اللغوي
وهي قدره الشخص على التعبير عن مشاعره وطرح أفكاره فيبدع ادبياً ولغوياً ومن مجالاته نظم الشعر والقصص والروايات والكتابة للتعبير عن مواقفه واراءه بقدره أكبر من غيره

الذكاء الحسابي
وهو ابداع الفرد في العمليات الحسابية والرياضية والمعادلات الهندسية والفيزيائية
الذكاء الاجتماعي او الشخصي ,وهي تميز الانسان بقدرته على الاستماع لمن حوله والتفاعل معهم وقابليته على اكتساب الكثير من الأصدقاء والاندماج السريع في المجتمع وقدرته على فهم نفسه وفهم الاخرين.

الذكاء البصري
وهو ان يبدع الانسان في نقل كل ما يراه عن طريق التصوير او الابداع الفني المرئي الذكاء الموسيقي .
وهو القدرة على تأليف وتذوق او أداء الاعمال او الأصوات الموسيقية والتقاط الايقاعات وتمييز قيمتها الجمالية والفنية.
اما الذكاء الجسدي
فهو قدرة الفرد على الابداع والتميز في مجالات النشاط الجسدي وامتلاكه لقدره جسديه أكثر من الاخرين وقدرته على التحكم بجسده والحركات التي يؤديها ببراعة وسلاسة أكثر من الاخرين.
ان الاهتمام بتشجيع الطفل وتنميه مواهبه بطرق متعددة منها اشراكه في النشاطات الجماعية كالمسرحيات او الاعمال التطوعية تنمي في عقله القدرة على المبادرة وتحمل المسؤوليات وتعزز ثقته بنفسه . ومن جهة أخرى فان الحرص على تشجيعه على شرح أفكاره ومشاركته فيها تعتبر من اهم وسائل تحسين القدرة الفكرية والاجتماعية وتقويه شخصيته والارتقاء بالقيم الإنسانية التي يكتسبها من بيئته وتدريبه على التفاعل والاحساس بأهميته وفعاليته في المجتمع وتنميه قدراته الإبداعية. ويجب ان لا نغفل دور النشطات البدنية واهميتها في تنميه ذكاء الطفل حيث ان لها دور كبير في تنشيط خلايا الجسم وابعادها عن الكسل والخمول الجسدي وقدرتها على تنشيط العقل من خلال ضخ كميه أكثر من الغذاء والاوكسجين التي تساهم في تنشيط قدرته الاستيعابية وزيادة اقباله على تعلم المهارات الأخرى، وحتى هذه الساعة مازال الجدل قائما حول حقيقة كون الذكاء موروثا ام مكتسبا ام انه يمكن ان يجمع الاثنين معا .

المصدر : الصباح الجديد