أعلن مؤتمر الجمعية العلمية الطبية السنوي “الجديد في علاج الأورام ” ضرورة إجراء الاختبار الجيني لتحديد نوعية علاج سرطان الثدي الذي يناسب المريضة سواء كان ذلك في المراحل المبكرة أو المتأخرة للمرض.
وأشارت الأبحاث البيولوجية والجزيئية الخاصة بسرطان القولون أظهرت اختلافات هائلة بين كل نوع من أنواع الأورام طبقا لموقعة في الجهاز الهضمي ، وهو ما لم يكن متبعاً سابقاً ، حيث لم يعد الفحص الدقيق لجينات الورم نوع من الترف، لأن العلاج الموجه أصبح يختلف تماماً طبقا للصفات الجينية لكل ورم، وموقعه في الجسم، نظرا لوجود العديد من الاكتشافات لأدوية العلاج الموجه التي تختلف عن بعضها، مما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع كبير في نسب الشفاء من الأورام.
وأوضح المؤتمر، أن الأبحاث الجديدة والمتطورة أثبتت أن أورام الثدي يتم تصنيفها طبقا للصبغة الجينية، فيما ناقش المؤتمر بحضور أكثر من ٤٠٠ طبيب من عدة جامعات عالمية بأمريكا، وانجلترا، وايطاليا، والسعودية، وجامعة القاهرة، والإسكندرية، الجديد في علاج وتشخيص أورام الثدي ، وأورام الجهاز الهضمي والكبد، والرئة، والعلاج التلطيفي ، والصيدلية الإكلينيكية.
وأوضح أستاذ علاج الأورام بجامعة الإسكندرية د.ياسر القرم أن المؤتمر الأبحاث الحديثة التي عرضها المؤتمر أثبتت ارتباط الصفات الجينية للورم بنوع العلاج الذي تحتاجه المريضة والذي يختلف من مريضة إلى أخرى بشكل مناسب لطبيعة وخصائص الورم من الناحية الجينية في الأساس ، حيث لم يعد من المقبول إعطاء كل المرضى نفس العلاج.
كما أظهرت الأبحاث الجديدة احتمالية حدوث طفرات جينية عند ارتداد المرض، مما يتطلب إعادة فحص الورم ومراجعة العينات في مثل هذه الظروف، خاصة وأن التوصيات الجديدة أصبحت أكثر دقة ووضوحاً لكنها تتطلب جهوداً أكبر من الفريق الطبي.
ومن جانبه قال أستاذ علاج الأورام بكلية الطب جامعة الإسكندرية د.عبد السلام عطية إن الأبحاث الحديثة أظهرت طرق هامة للوقاية والعلاج من الأورام باستخدام أساليب مستحدثة قائمة على فهم أعمق للتطور الجيني للأورام خاصا أورام الجهاز الهضمي والثدي ، كما أظهرت الدراسات الجديدة ضرورة خضوع نسبة كبيرة من الأشخاص العاديين لأساليب وقائية، ووضعهم تحت المنظور الدقيق وتحديدا من يكون لديهم استعدادا أكثر لحدوث الأورام بسبب التاريخ العائلي، وهنا يمكن إتباع أساليب سلوكية وغذائية معينة للوقاية من الأورام في الأشخاص غير المصابين، بالإضافة إلى السيطرة على الأورام في الأشخاص الذين أصيبوا بها، وتم الاستئصال الجراحي لهم بما يضمن عدم ارتداد الورم.
وفي نفس الاتجاه قال مدرس علاج الأورام بجامعة الإسكندرية د.حازم المنسي إن نتائج الأبحاث الحديثة في سرطان الثدي المتقدم أثبتت أن العلاج بأكثر من عقار من العلاج الموجه يؤدي إلى القضاء على الخلايا السرطانية دون المساس بخلايا الجسم الطبيعية ، مما يؤدي إلى أعلى نسب الشفاء دون أعراض جانبيه تذكر .
كما عرض المؤتمر أحدث نتائج دراسات علاج القولون المنتشر ، وأظهرت نتائجها أهمية البصمة الجينيه لتحديد أفضل أنواع العلاج الكيماوي والعلاج الموجه إلى جانب اختلاف علاج الأورام طبقا لمكان ظهورة على جانب محدد من القولون، حيث أثبتت الدراسات اختلاف جينات أورام القولون التي تظهر في الجزء الأيمن عن التي تظهر في الجزء الأيسر من القولون ، وبالتالي اختلاف العلاج.
كما ركزت الأبحاث التي تم عرضها بالمؤتمر على الجديد في أورام الرئة والصدر ، حيث عرضت مدرس علاج الأورام بكلية الطب د.رشا السقا ، رؤية عن المستجدات في الخصائص الجنية لأورام الرئة ومدى تأثير ذلك على نوعية العلاج الذي يناسب كل مريض على حدة، كما أظهرت التطور في الأساليب الجراحية والإشعاعية في سبيل تقليل المساحة المعالجة والحفاظ على كفاءة الجزء المتبقي من الرئة السليمة ، لرفع نسب الشفاء من سرطان الرئة.