توأما إلى أن مرض التوحد يحدث نتيجة عوامل وراثية بنسبة تتراوح بين 74 إلى 98 في المئة.
وقال فريق من الباحثين لدى كلية لندن الملكية إن 181 من المراهقين الذين خضعوا للدراسة يعانون من التوحد، كما أن المعدل يزداد بدرجة كبيرة بين التوائم المماثلة الذين يشتركون في نفس الحمض النووي “دي إن إيه”.
وقال الباحثون لدورية “جاما” للطب النفسي إن عشرات، إن لم يكن مئات الجينات، تلعب دورا في الاصابة بالمرض، وهم لا يستبعدون العوامل البيئية كليا.

زيادة الوعي
يصعب عادة تشخيص مرض التوحد، فهو مجموعة من الظروف الصحية وليس اضطرابا واحدا، وتتباين شدته من شخص لآخر على نطاق واسع.
وقالت الباحثة فرانشيسكا هاب إن جميع الأدلة، وإن كانت غير كاملة، تشير إلى أن الجينات تلعب دورا في الإصابة بمرض التوحد أكبر مما كان يعتقد في السابق.
وأضافت “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى صغر دور العوامل البيئية، التي ترجع أهميتها لاعتقاد بعض الآباء بأن هناك أشياء مثل ارتفاع نسبة التلوث قد تسبب الإصابة بالتوحد.”
وأضافت “يعتقد البعض في وجود مكون بيئي كبير نظرا لشيوع مرض التوحد في السنوات الأخيرة، لكن ذلك حدث بسرعة كبيرة لدرجة لم يتمكن علم الوراثة من التحقق منه كمسبب للمرض.”
وقالت “الإجماع الرئيسي السائد حاليا يتمثل في ربط تشخيص المرض بزيادة الوعي بظروفه.”

حياة كاملة
وقالت هاب إن ما كان يوصف في الماضي بإنه إعاقة في التعلم أصبح الآن يشخص على نحو سليم بالتوحد.
وأضافت أن الكثير من العلماء دأبوا على العمل من أجل تحديد أي جين على وجه الدقة هو المسؤول عن الإصابة بالتوحد، وما إذا كان هناك عوامل وراثية.
وقالت “ربما هناك مئات الجينات التي تسهم في ظهور السمات المميزة للتوحد.”
وقالت جوديث براون، من الجمعية الوطنية للتوحد “مرض التوحد هو قصة معقدة للجينات، فهو لا يتفاعل مع الجينات الأخرى فحسب، بل مع العوامل غير الجينية أيضا.”
وأضافت “تعتبر هذه العينة الكبيرة من التوائم مهمة للغاية لأنها تساعدنا في معرفة الكثير عن الدور الذي تلعبه الجينات في حدوث مرض التوحد، وتفتح احتمال زيادة وعي الأسر على نحو أفضل بشأن العوامل المشتركة له.”
وقالت “مازال هناك شوط كبير حتى نتعرف على ما يؤدي إلى الإصابة بالتوحد.”
وأضافت “إن ما يحتاجه المصابون وأسرهم ومقدمو الرعاية أكثر من أي شئ آخر الآن هو التمتع بدعم كامل يتيح التمتع بحياة كاملة.”